ملياردير مصري وتجربة الشريك العاشر


ذاع سيط الملياردير المصري صلاح عطية بعد وفاته في 11 يناير 2017، حين فوجئ المجتمع والإعلام بأن الرجل يشيعه قرابة 500 ألف مواطن إلى مثواه الأخير.
ماذا فعل صلاح عطية لينال كل هذا الحب والتقدير من أهالي قريته "تفهنا الأشراف" (ميت غمر – محافظة الدقهلية) والقرى المحيطة؟

الغموض ينجلي عن قصة الملياردير المصري مع الشريك العاشر!
بدأت قصة المهندس الزراعي صلاح عطية عام 1974م باشتراك تسعة من الشباب الذين اتفقوا خلال فترة التجنيد بالجيش، على إنشاء مزرعة للدواجن بعد انتهاء فترة تجنيدهم تكلفت ألفي جنيه، وخلال كتابة عقد الشركة قرروا تخصيص نسبة 10% من الربح لإنفاقها في وجوه الخير والبر والمنافع العامة ابتغاء وجه الله وقاموا بتسميته "سهم الشريك العاشر".
وعندما وجدوا حصيلة الربح كبيرة جدًّا وأكثر مما كانوا يتوقعون قرروا زيادة نسبة "سهم الشريك العاشر" إلى 20% من الربح في الدورة التالية شكرًا لله على ما تحقق من حصيلة كبيرة.
وكان نتاج الدورة التالية من الإنتاج غير مألوف فقرروا زيادة نسبة "سهم الشريك العاشر" لوجوه الخير من الربح إلى 30% وتكررت النتائج الكبيرة في الدورة التالية فزادوا النسبة إلي 40% وهكذا استمرت الزيادة إلى أن أصبحت 100% في إجمالي عشر مزارع.

كيف صرفت أرباح سهم الشريك العاشر؟
قام المهندس صلاح عطية بالعديد من الأعمال في خدمة المجتمع، كان أعظمها إنشاء مركز إسلامي متكامل بالقرية، يضم 6 معاهد أزهرية للمراحل المختلفة (ابتدائي - إعدادي - ثانوي) ومقسمة إلى ثلاثة للبنين وثلاثة للبنات عام 1984.
وتم إنشاء محطة سكة حديد والتي أعقبها إنشاء كلية جامعية للشريعة والقانون، تلاها كلية للتجارة بنات ثم كلية لأصول الدين ثم كليه للتربية.. وكانت هذه أول مرة في مصر يتم إنشاء كلية في قرية، وامتد هذا الأمر إلى قرى مجاورة، وتم عمل بيت طالبات يسع 600 طالبة، وبيت طلاب يسع 1000 طالب.
حرص على إنشاء لجان متخصصة للتنمية داخل القرية، مثل لجنة الزراعة مكونة من المهندسين الزراعيين على المعاش، لبحث كيفية زيادة إنتاجية المحاصيل المزروعة، ولجنة للشباب تختص بشغل أوقات فراغهم، ولجنة للتعليم مكونة من نظار المدارس بالمعاش لرفع المستوي التعليمي بالقرية.
وتم إنشاء عدد من المصانع وجعلها وقفا للإنفاق على المشروعات الخيرية، وإنشاء بيت مال الفقراء في قريته والقرى المجاورة وكان من أهم أنشطته تزويج البنات اليتامى وتوفير ما يلزم من تجهيزات الزواج والعرس.
تم مساعدة الفقراء والأرامل وغيرهم من الشباب العاطل لعمل مشاريع تغنيهم من الفقر وتكفيهم معوزة السؤال.

دلائل التجربة
توفي المهندس صلاح عن عمر يناهز 70 عاما متأثرا بمرض الكبد، ولم بترك ابنا يرثه وإنما ترك أعمالا ومشروعات مجتمعية تشهد بسيرته وتدعو الجميع أن يطلبوا له الرحمة وواسع الجنان في الآخرة.

استحضار الشريك العاشر وتوظيف أرباحه في خدمة المجتمع والقيام بعبء المسؤولية المجتمعية ارتقى بأوضاع المجتمع المحلي، وصنع أعمالا كبيرة لا يتصور أن تخرج من قرية صغيرة.

تعليقات

  1. ماشاء الله هو فيه بعد كده حاجه عظيمه ياريت كل الناس يتقن الله مثله دكاترا وظباط ومستشارين وقضاه ومهندسين ومعلمين يتقو الله في الناس وفي انفسهم الله غالب وزنا المستعان ربنا يدخله فسيح جناته ويلهم اهله الصبر والسلوان ويبارك في ولده ويعمل ديه ويعلم أبنائه ماتعلمه من ابيه

    ردحذف
    الردود
    1. تخيل حضرتك انه بلغ 70 عاما ولم يرزق بأبناء ولكنه كان أبا لجميع ابناؤ قريته تفهنا الأشراف والقرى المجاورة .. شارك في جنازته قرابة 500 ألف مشيع مما يعكس قيمته ومنزلته عندهم. الله يرحمه ويتقبله في الصالحين.

      حذف
  2. رحمة الله عليه سيجد ماقدمه عند ملك الملوك واكرم الاكرمين

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشبيك والشبكات انطلاقة جديدة للمجتمع المدني

التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!

رحلة البحث عن الحقيقة.. من جاري ميلر إلى عبدالأحد عمر