رحلة البحث عن الحقيقة.. من جاري ميلر إلى عبدالأحد عمر



أعتقد أن أعظم مبادرة قد يقدمها الإنسان لنفسه وللعالم هو أن يبحث عن الحقيقة ويكتشفها ويتمسك بها وينشرها في العالمين.. هذه السطور والفيديو المصاحب تحكي لك عن أحد هذه المبادرات الرائدة في ميدان البحث عن الحقيقة.
كان يتوقع أن يجد القرآن كتابا قديما مكتوبا منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك، لكنه ذهل ممّا وجده فيه..
بل واكتشف أن هذا الكتاب يحوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في العالم..
كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده، لكنه لم يجد شيئا من ذلك..
بل الذي جعله في حيرة من أمره أنه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام، لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم!!
ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهم.
وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلّ الله عليه وسلّم لم يذكر إلا 4 مرات فقط فزادت حيرة الرجل!

المبدأ العلمي "تقصي الأخطاء"

أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذاً عليه، ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء:
((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا))
يقول الدكتور جاري ملير (أستاذ الرياضيات والمنطق بجامعة تورينتو بكندا) عن هذا الآية: "من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها Falsification test … والعجيب أن القران الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين الى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا".
يقول أيضا عن هذه الآية: "لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء، ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد".

آيات كونية حديثة الاكتشاف

أيضا من الآيات التي وقف الدكتور ملير عندها طويلا هي الآية رقم 30 من سورة الانبياء:
((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ))
يقول: "إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973، وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب "
فالرتق هو الشيء المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله.
نأتي إلى الجزء الآخر من الآية وهو الكلام عن الماء كمصدر للحياة، يقول الدكتور ملير: "إن هذا الأمر من العجائب حيث أن العلم الحديث أثبت مؤخرا أن الخلية الحية تتكون من السيتوبلازم الذي يمثل 80% منها والسيتوبلازم مكون بشكل اساسي من الماء..
فكيف لرجل امي عاش قبل 1400 سنة أن يعلم كل هذا لولا أنه موصول بالوحي من السماء.

مناظرات وحجة وبرهان

الدكتور ملير اعتنق الاسلام وأصبح يسمى عبدالأحد عمر وانطلق من بعدها يلقي المحاضرات في أنحاء العالم حول رحلته للبحث عن الحقيقة وما اكتشفه في هذه الرحلة المبنية على الحقائق والعلم، وكذلك لديه الكثير من المناظرات مع رجال الدين النصارى الذي كان هو واحد منهم.
قام الدكتور غاري ملير بكتابة الكثير من المؤلفات عن الإسلام، مثل: القرآن المذهل، الفرق بين القرآن والكتاب المقدس، نظرة إسلامية لأساليب المبشرين.
إضافةً إلى ذلك أسلم على يديه الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم، وأيضًا كان لديه الكثير من الخبرات في أسلوب الدعوة، وقد استفاد الكثير من الدعاة من خبراته مثل الشيخ أحمد ديدات، الذي دعاه إلى جنوب إفريقيا لإلقاء بعض المحاضرات، وإقامة بعض المناظرات.
-------------------------
*المصادر:

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشبيك والشبكات انطلاقة جديدة للمجتمع المدني

التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!