التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!

في عام 2012 كان ترتيب سنغافورة الخامس عالميا في مجال التعليم.

وفي عام 2014 أصبح ترتيب سنغافورة الثالث عالميا..

وفي عام 2015 أصبح ترتيب سنغافورة الأول عالميا..

وتراجعت دولة فنلندا إلى المركز الخامس عام 2014 والمركز السابع عام 2015 وقد كانت متصدرة دول العالم في مجال التعليم.

يعد هذا الترتيب الدولي وفقا للبرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا)، والذي وضعته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ويستهدف البرنامج اختبار طلاقة العلوم والقراءة والرياضيات للطلاب في سن 15 عاماً في الدول الأعضاء.

التعليم ليس مسابقة

أعلن وزير التعليم السنغافوري أن التعليم ليس مسابقة وعلينا أن نستبدل أسلوب الاختبارات والدرجات بأساليب أخرى تقيم أداء الطلاب دون أن تضعهم تحت ضغط المنافسة.

ومن المقرر أن يبدأ تطبيق هذا الأسلوب الجديد على تلاميذ المدارس الابتدائية في عام 2019 حيث سيتم إلغاء الامتحانات للصفين الأول والثاني الابتدائي، دعماً للتحول من نظام تعليم يحفز الطلاب على التفوق في الامتحان إلى نظام يساعد على تشكيل عقول واعية.

وتشمل أساليب التقييم الجديدة الواجبات المنزلية والمناقشات الجماعية بين الطلاب.

أما تلاميذ المراحل المتقدمة فسيدرسون في بيئة أقل تنافسية أيضاً إذ سيتم تقريب درجات كل اختبار مثلاً لأقرب رقم كامل وذلك لتقليل الاهتمام بهذه الدرجات.

وهكذا ستضع سنغافورة نهاية لقوائم ترتيب التلاميذ في الفصل من الأول للأخير، وتختفي الدرجات المتوسطة لكل مادة والدرجات النهائية وكذلك الدرجات الدنيا والعليا ودرجات الرسوب بنهاية السنة.

إطلاق التعليم التطبيقي

ومن المنتظر إطلاق سلسلة من برامج “التعليم التطبيقي” بحلول عام 2023 لدفع التنمية الذاتية ومساعدة الطلاب على اكتساب مهارات العالم الواقعي.

وتسمح هذه البرامج لأطفال المدارس بالانغماس في موضوعات تعبيرية مثل الدراما والرياضة وأيضاً موضوعات صناعية مًركزة مثل الحواسيب والروبوتات والإلكترونيات.

وكلّفت وزارة التعليم فريقاً من المسئولين المعنيين بالتوجيه الوظيفي بتغيير الانطباعات الحالية عن سوق العمل وتشجيع الطلاب على العمل في وظائف في قطاعات غير القطاعات الأكثر جاذبية حالياً مثل القطاع المصرفي، القطاع الحكومي ومجال الطب.

وفي ظل التحديات التي تفرضها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، فإنه يمكن النظر لهذه التغيرات في منظومة التعليم بسنغافورة من باب تعزيز المهارات الناعمة لدى الطلاب مثل التفكير النقدي والقيادة والقدرة على حل المشاكل الصعبة.

إشكاليات محتملة

إن النظام الجديد الذي تعتزم سنغافورة تطبيقه سيختلف عن طريقة التقييم وفقا للبرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا)، فهل ستتخلى الأولى عن مكانتها أم يوضع لها نظام تقييم خاص ام يعمم على باقي أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية؟

كما اعتقد أننا بحاجة لرصد نتائج التجربة في ظل غياب حافز أساسي لطلب العلم وهو المنافسة وتحصيل الدرجات وتصدر قوائم الناجحين.

----------------------

*مصادر

- موقع حكومة 01

- كتاب "تعلومهم" للدكتور عزام الدخيل