التطوع قاطرة الخير في المجتمع



تستعد المنظمات والمؤسسات الخيرية والمجتمعية للاحتفال بـ "يوم التطوع العالمي" الذي خصصت له الأمم المتحدة يوم الخامس من ديسمبر من كل عام منذ عام 1985م.
ويهدف يوم التطوع العالمي إلى هدفين رئيسيين:
1-    شكر مجهودات المتطوعين والخدمات التطوعية التي يقدمونها ومن شانها تعزيز التنمية والسلام الاجتماعي
2-    زيادة الوعي بأهمية الخدمة التطوعية، وتحفيز المزيد من الناس من جميع التخصصات المهنية على تقديم خدماتهم كمتطوعين في بلدانهم وفي الخارج على السواء.

تعريف التطوع

التطوع في أبسط تعريفاته هو بذل الجهد الإنساني، بصورة فردية أو جماعية، بما يعود بالنفع على المجتمع، دون تكليف محدد أي دون إجبار من أحد، ويقوم بصفة أساسية على الرغبة والدافع الذاتي، سواء كان هذا الدافع شعوريًّا أو لا شعوريًّا.
ويعرف أخرون العمل التطوعيّ بأنه عملية تقديمُ المساعدةِ والعون والجهد مِن أجل العمل على تحقيقِ الخير في المُجتمعِ عُموماً ولأفراده خصوصاً، يقومُ به الإنسان طواعيةً دون إجبارٍ من الآخرين على فعله، فهو إرادةٌ داخليّة، وغَلَبةٌ لِسُلطة الخير، ودليلٌ على ازدهارِ المُجتمع، فكلّما زاد عددُ العناصر الإيجابيّة والبنَاءة في مجتمعٍ ما، أدّى ذلك إلى تطوّره ونمّوه.
ولا يهدف المتطوع إلى تحقيق مقابل مادي أو ربح خاص، بل اكتساب شعور الانتماء إلى المجتمع، وتحمُّل بعض المسؤوليَّاتِ التي تُسهِمُ في تلبية احتياجات اجتماعيةٍ أو اقتصاديَّةٍ أو ثقافية ملحِّةٍ، أو خدمةِ ومعالجة قضيَّةٍ من القضايا التي يُعاني منها المجتمعُ، سواءٌ كانت من القضايا الكلِّيَّةِ؛ كدعمِ الحقوقِ، أو تأصيلِ الحريَّاتِ، أو حفظِ الحاجات الأساسية للإنسان: (الدين، والنَّفْس، والعقل، والمال، والنَّسل)، أو كانت من القضايا الجزئية التي تصبُّ - ولا شكَّ - في التَّخفيف من معاناةِ أفراد المجتمع.


فوائد التطوع

التطوع خير كله فأول من ينتفع بفوائده المتطوع نفسه حيث:
·        تعزيز الثقة بالنفس.
·        الحصول على مكانة في المجتمع.
·        زيادة الخبرات والمهارات.
·        استثمار أوقات الفراغ في أعمال اجتماعية.
·        الحصول على الأجر من الله سبحانه وتعالى.
والتطوع قيمة مضافة للمجتمع واقتصاده وحركة التنمية فيه وتخفيف العبء عن الجهود الحكومية حيث:
·        يوفر الجهد التطوعي موارد كثيرة.
·        تغطية أكبر لمتطلبات واحتياجات المجتمع.
·        تحقيق التعاون والمشاركة في تحقيق أهداف المجتمع.
·        توظيف طاقات الشباب خاصة العاطل عن العمل وتأهيلهم على المشاركة المجتمعية وفتح فرص جديدة أمامهم، وبالتالي الحد من السلوك المنحرف المحتمل نتيجة البطالة.

التطوع في الإسلام

يحث الإسلام على التطوع ويجزل العطايا والثواب لفاعلي الخير في المجتمع، فيقول الله تعالى في القرآن الكريم: ((وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرا)) سورة المزمل
ويقول تعالى: ((فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره)) سورة الزلزلة.
وذخرت الأحاديث النبوية الشريفية بتوجيهات تحث على التطوع ومساعدة الناس مثل:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل.


تنظيم وتشجيع العمل التطوعي

العمل التطوعي في الأساس مبادرة شخصية واهتمام بسد أو تلبية حاجة مجتمعية بتوفير منفعة أو منع أضرار قد تقع على الأفراد أو الأسر أو المؤسسات في المجتمع، إلا أنه لابد من تنظيم قنوات للعمل التطوعي فهناك قطاع كبير من ذوي الطاقات وأوقات الفراغ يحتاج لمن يأخذ بأيديهم ويدلهم على مثل هذه الأعمال المجتمعية، لذا وجب القيام بجملة من الإجراءات لتشجيع التطوع مثل:
·        الإعلانُ عن الحملات التطوعيّة في مُختلفِ وسائل الإعلام المكتوبة، والمرئيّة، والمسموعة بشكلٍ مُستمرّ.
·        التّعريفُ بالإنجازاتِ الخاصّة في الحملاتِ التطوعيّة، والتّرويج لها بصورةٍ تدفعُ الشّباب صاحب القوّة والإبداع بالانتماءِ إلى هذه الحملات والقيام بأعمالٍ تطوّعيّة مُتنوّعة.
·        نشر ثقافة التطوّع بين الشباب من خلال الجامعات والمدارس.
·        يجبُ على مديريّ البرامج التطوعيّة ابتكارُ أساليبٍ جديدةٍ للعمل التطوعيّ، والتي تُساهمُ في تشجيعِ الأفراد المُتطوّعين وحثّهم على الاستمرارِ بالتطوّعِ، وتوفير الموارد اللّازمة لدعمِهم من أجل تحقيق النّتائج المطلوبة بأفضلِ صورة.
·        تحديدُ المجالات التي يُمكن استخدام التطوّع فيها؛ حتى يتمَّ تحديد الوسائل المُناسبة للتّعاملِ معها.
·        ينبغي وضعُ مجموعةٍ من الأهداف للعمليّة التطوعيّة، ووضعُ خُطَطٍ بديلةٍ في حالِ فشل الخُططِ الأصليّة.
·        الحرص على توفيرِ الفُرصِ المُتكافئة بين المتطوّعين.
·        تطبيقُ التّخطيط، والتّنظيم، والتّوجيه المُناسبين لنجاحِ العمل التطوعيّ.
·        دعمُ التّواصل الفعّال بين المتطوّعين.
·        حُسن اختيار الأفراد المتطوّعين طبقاً للنّقاط الرئيسيّة الآتية: نوع المهارات، والمؤهّلات، والمسؤوليّات المُتعلّقة بالمَهمّة وطبيعة المُتطوّعين. الواجبات المطلوبة من كلّ مُتطوّع تجاه العمل التطوعيّ. الوقت المطلوب والمُخصص للقيام بتنفيذ كافّة خطوات العمل التطوعيّ بطريقةٍ صحيحة.
----------------------
*مصادر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشبيك والشبكات انطلاقة جديدة للمجتمع المدني

التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!

رحلة البحث عن الحقيقة.. من جاري ميلر إلى عبدالأحد عمر