مبادرة فنلندية.. الرئيسة اللاجئة



للوهلة الأولى التي تنظر فيها لصورة هذه المرأة الطاعنة في السن، وما هي عليه من بؤس في ملبسها وجلستها وأغراضها التي تضعها بجوارها، تحسبها على الفور متسولة أو لاجئة ضاقت بها الدنيا.
المفاجأة أنها ليست متسولة ولا لاجئة ضاقت بها الدنيا.. إنها أول امرأة تشغل منصب رئيس دولة فنلندا السيدة "تاريا هالونين" رئيسة الجمهورية الفنلندية من عام 2000 إلى 2012م.
تربعت فنلندا خلال سنوات حكمها على قائمة أفضل دول العالم بدون منازع في التعليم والصحة والبنية التحتية وحازت الشركات الفنلندية على المرتبة الأولى في العالم مثل شركة نوكيا، ولا يزال بعضها يحتفظ بالصدارة إلى الأن مثل شركة فارتسيلا وشركة الساعات الرياضية صوونتو وشركة بولار، فضلا عن التقدم الهائل في صناعة السفن الضخمة والخشب والورق وغيرها من المنتجات.

قصة الصورة أو المبادرة الإنسانية

المبادرة التي تمثلها الصورة (نشرت في أغسطس 2017) هي محاولة للتعريف بالحال الذي يمكن أن يكون عليه الإنسان اللاجئ، قامت خلالها الرئيسة السابقة بارتداء ملابس قديمة رثة من محلات الملابس المستعملة وجلست على الدرج في الشارع بدون مأوى لساعات طويلة لتشعر ويشعر الناس بمأساة اللاجئين والفقراء.
قالت الرئيسة الإنسانة "تاريا هالونين" (مواليد 1943): "أنها كان من الممكن أن تكون متسولة أو لاجئة ولكن الحظ جعل منها رئيسة دولة وهذا يجعلها تتعاطف مع من لم يحالفهم الحظ".
هنيئا لدولة فنلندا التي لا يتجاوز عدد سكانها 5.5 مليون نسمة وتعاني من الطقس القاسي في الشتاء.. هنيئا لها بمثل هذه الرئيسة الإنسانة.

تاريخ الرئيسة الإنسانة

"تاريا هالونين" رئيسة جمهورية فنلندا الحادية عشر (2012-2000)، ووزيرة الخارجية (2000-1995)، ووزيرة العدل (1991-1990).
وكانت قبل توليها الرئاسة نائب في البرلمان الفنلندي (1979 -2000)، وبجانب مسيرتها السياسة فلها أيضا سجل حافل في الاتحادات التجارية والعديد من المنظمات المدنية.
درست القانون في جامعة هيلسنكي (1963 – 1968)، وكانت ناشطة سياسية أثناء فترة الدراسة الجامعية.
انضمت في عام 1971 إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الفنلندي، وعملت محامية في المنظمة الرئيسية للاتحادات التجارية الفنلندية، إلى أن انتخبت في البرلمان في عام 1979.
حازت شعبية كبيرة بين الفنلنديين أثناء فترة الرئاسة حتى بلغت نسبة شعبيتها 88% في عام 2003.
-------------------
*المصادر:

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشبيك والشبكات انطلاقة جديدة للمجتمع المدني

التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!

رحلة البحث عن الحقيقة.. من جاري ميلر إلى عبدالأحد عمر