طحالب سبيرولينا.. غذاء المستقبل



سبيرولينا هو الاسم العلمي لنوع الطحالب الخضراء المزرقة وتطلق عليها منظمة الصحة العالمية مسمى "الغذاء السوبر" أي الأول في العالم.
تقوم خلايا سبيرولينا بامتصاص أشعة الشمس وإنتاج العناصر الغذائية وتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسيجين، وبذلك فهي واحدة من أقدم الأطعمة على كوكبنا المائي.
ومنذ بداية ستينات القرن الماضي بدأ التعرف عليها، واكتشاف مزايا هذا الغذاء السوبر فهي من أكثر أنواع المكملات الغذائية في العالم الحديث التي تعزز قدرة الجسم على التحمل وتمنحه القوة على مجابهة العوامل المُمرضة بأنواعها.
اعتمدت وكالة ناسا في الولايات المتحدة الأمريكية سبيرولينا كغذاء لرواد الفضاء، وسجل العلماء في اليابان بعض الأمثلة الجيدة لبعض كبار السن الذين اعتمدوا على سبيرولينا والماء فقط لأكثر من عشرين سنة ولم يُعانوا قط من أية أمراض.

مواصفات سبيرولينا:
يتم انتاج طحالب سبيرولينا للاستخدام على شكل بودر أو أعواد مثل المكرونة أو على هيئة حبوب وأقراص كمكملات غذائية.
هي غذاء قلوي يُحافظ على ‪pH الجسم في حالة توازن مثالية حول 7.2 – 7.4 مما يُبعد عنه شبح الأمراض التي تزدهر كلما ازدادت حمضية الجسم بتناول اللحوم والأطعمة البحرية والحبوب، وتنتهي أو تتقلص كلما توازن الجسم أو ازدادت قلويته بتناول الفواكه (عدا الحمضيات) والخضروات والطحالب.
وتحتوي سبيرولينا على أكثر من 100 عنصر غذائي متوازن يجعلها توصف بأنها أكثر مصادر التغذية العضوية الكليّة الكاملة، وتتميز أن لها نسبة قابلية هضم تبلغ 95%، وتحتوي على نسبة عالية جدًا من الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية (البروتين).
تبلغ نسبة الأحماض الأمينية (البروتينات) في سبيرولينا بين 65 - 71% تضم جميع الأحماض الأمينية الثمانية الأساسية في توازن تام.
كما أنها غنية بالإنزيمات منها إنزيمات لا ينتجها الجسم وتشكل نواة تكوين سلاسل معقّدة من الأحماض الأمينية المعروفة بالهضمية أَو الأيضية التي يفوق عددها 10000 إنزيم.
بالإضافة على احتوائها على العديد من الفيتامينات، مثل: فيتامينات ‪A,D,E.، ومجموعة فيتامين ‪B المُركب كاملة، وفيتامين B-12 أكثر 4 مرات من الكبد، كما تحتوي على فيتامين ‪E المُضاد للسرطان أكثر 3 مرات من جنين القمح الطازج.
تتضمن مجموعة كبيرة من المعادن مثل: البوتاسيوم، الكالسيوم، الكروم، النحاس، الحديد، المغنسيوم، المنجنيز، الفسفور، السيلينيوم، الزنك والصوديوم، والحديد.
وتعد سبيرولينا خالية تماما من الكولسترول ومنخفضة السعرات حيث يحتوي الجرام منها على 4 سعرات حرارية فقط مما يجعلها مساعداً فاعلاً ومتميزاً على برامج التخسيس وإنقاص الوزن.



احتياطات لازمة:
يعتبر الأطباء أن سبيرولينا آمنة بشكل عام، خاصة في ضوء تاريخها الطويل كغذاء، لكن سبيرولينا قد تصبح ملوثة بالمعادن السامة والبكتيريا الضارة والميكروسايستات – وهي السموم المنتجة من بعض الطحالب – إذا نمت في ظروف غير آمنة.
 لذا يحذر الأطباء من الطحالب الملوثة التي يمكن أن تسبب تلف الكبد والغثيان والقيء والعطش والضعف وسرعة ضربات القلب والصدمة وحتى الموت، وقد تكون سبيرولينا الملوثة خطرة بشكل خاص على الأطفال، وتوصي NIH البحث في مصدر هذه المكملات الغذائية لضمان أنها تزرع في ظروف آمنة وأنه تم اختبارها من السموم.
كما ينصح الذين يبدأون باستخدامها كمكمل غذائي أن يزيدوا من جرعتهم اليومية بمقدار لتر من الماء لاحتياج الجسم لحرق كميات أكبر من البروتين.
تخصصت العديد من شركات الأغذية العالمية في الولايات المتحدة وماليزيا واليابان في زراعة سبيرولينا وفق مواصفات عالمية في أحواض محمية لحمايتها من الميكروبات، ومما يمكن أن يقلل من قيمتها الغذائية مما يعلق بها من ظروف المناخ والغبار، وتخضع لفحص مخبري للتأكد من الظروف القياسية وصلاحيتها.

مستقبل سيبرولينا:
يمكن أن تحدث طحالب سبيرولينا ثورة في الغذاء على جميع المستويات فقد أصبحت تنتج على شكل مكمل غذائي للإنسان، كما ثبتت صلاحيتها في نفس الوقت كعلف حيواني وتم اختبارها ضمن خلطة الأعلاف التي تقدم للأنعام والأسماك.
كما يمكن استخدامها كسماد عضوي آمن في الزراعة وتحسين نوعية التربة بما تحويه من عناصر غذائية متكاملة.
وبدأت تجري دراسات في اليابان على استخدامها كدواء وعلاج لبعض الأمراض، أو على سبيل الوقاية من الأمراض نظراً لخصائصها الكيميائية.
اتجهت العديد من مراكز الأبحاث الزراعية والصحية في الوطن العربي لتكثيف الدراسات حول الطحالب والظروف الأنسب لزراعتها وحمايتها من الإصابة، وإمكانية انتاجها بشكل تجاري واستثماري وتحقيق عوائد مادية عالية، وتوجيه الشباب المهتم بريادة الأعمال خاصة في المشروعات الزراعية لخوض الاستثمار في هذا المجال.
------------------

*مصادر:
-         البروفيسور الدكتور عبد التواب حسين خبير العلاج بالطاقة الحيوية ومدير المركز الدولي والمجموعة الدولية للطاقة الحيوية.
-      البروفيسور الدكتور محمد إسماعيل استاذ علوم النبات والطحالب بجامعة المنصورة ومؤسس ومدير المركز الدولي للبحث والتطوير في التكنولوجيا الحيوية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشبيك والشبكات انطلاقة جديدة للمجتمع المدني

التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!

رحلة البحث عن الحقيقة.. من جاري ميلر إلى عبدالأحد عمر