مبادرة ريم الوجعان "سفيرة مرضى الكلى"

مرضى الفشل الكلوي شريحة من المجتمع ابتليت بمعاناة مستمرة فهي تحتاج إلى عملية الغسيل الكلوي بصورة مستمرة ومنتظمة جراء توقف الكليتين عن عملهما بصورة جزئية أو نهائية، ومع ذلك يعد الغسيل الكلوي في حد ذاته منجاة لهم بغض النظر عما يواجهون من معاناة وآلام، حيث لا يتوافر لكثير منهم العلاج في الخارج أو الحصول على كلية أخرى عن طريق التبرع.

"ريم عبدالله الوجعان" فتاة سعودية تعرفت على هذه المعاناة بنفسها منذ نعومة أظافرها حتى من الله عليها بتبرع أخيها "فواز" بإحدى كليتيه لها عام 2004، والذي كان له الفضل في تغيير مسار حياة "ريم" من الألم والمعاناة إلى استئناف وتيرة الحياة فأنهت دراستها الثانوية فالجامعية ثم توظفت.

أنشأت "ريم الوجعان" حسابا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" منذ عام 2013، وعرفت نفسها بـ "سفيرة مرضى الكلى"، فهي أكثر من يشعر ويعبر عن هذه الفئة الغالية في مجتمعاتنا، لقد قضت ثلاث سنوات من حياتها متنقلة بين أجنحة المستشفيات، من مستشفى الملك خالد بحائل إلى مستشفى الحرس الوطني بالرياض.

حددت "ريم" أهدافها كـ "سفيرة مرضى الكلى" بداية من التوعية والتغريد باحتياجات المرضى والدعم وتيسير التبرع والدعاء، واستطاع حسابها جمع المهتمين بهذا النوع من الدعم فوصل متابعيها إلى 14ألف متابع.

وتشجع "ريم" على عمليات زرع الكلى خاصة لو كان المتبرعون من الأقارب فهي الأقرب للنجاح، وتحرص على ان تنشر أخبار تقدم العلاج عن طريق عمليات الزرع ونفي الخطورة عن المتبرع والمتبرع له، وتحكي عن نفسها كيف كانت تتابع من قبل الأطباء وتعتمد على مجموعة كبيرة من الأدوية في السنة الأولى بعد الزرع ثم اختصرت هذه الأدوية إلى دوائين فقط.

تنشر "ريم" في مقدمة حسابها فيديو قصير يسجل معاناتها السابقة، وتغير حالتها تماما بعد الزرع، وشكرها وامتنانها لأسرتها خاصة أبويها وأخيها الغالي صاحب الكلية التي باتت في أحشائها، وتصبر كل من يعاني من هذا المرض خاصة الفقراء الذين لا يستطيعون متابعة العلاج بالخارج أو الحصول على متبرع مناسب.

لا شك أن هناك مستشفيات ومراكز وجمعيات تخصصت في رعاية مرضى الكلى، ولكن تأتي مبادرة السفيرة "ريم" من واقع معاناة لمولن يستشعرها أو يعيشها إلا من عانى وجرب مرارة ووجع هذا المرض.. مبادرة تحتاج للمساندة والدعم والتطوير لتحقق هدف البطلة "ريم" وحتى لا يقتصر الأمر على "سفيرة مرضى الكلى" بل لنكن جميعاً "سفراء مرضى الكلى"، ونضع أجندة متكاملة لكيفية مساندة مرضى الكلى وأسرهم.

أجندة مقترحة لسفراء مرضى الكلى:

-         التعريف بالمرض ومعاناة المريض من أول الإصابة حتى المراحل المتقدمة.

-         الاحتياطات التي ينبغي على مريض الكلى مراعاتها.

-         التعريف بالمراكز والأطباء الذين يمكن ان يلجأ إليهم مريض الكلى.

-         نشر أخبار عمليات الزرع والتبرع بالكلى والتقدم فيها والاحتياطات اللازمة.

-         محاولة الجمع بين المرضى والمتبرعين بالكلى.

-         مساندة المرضى في السنة الأولى بعد عمليات الزرع.

-         التشجيع على إقامة مراكز ومستشفيات ووحدات الغسيل ورعاية مرضى الكلى.

-         نشر أخبار التقدم العلمي والطبي في علاج مرضى الكلى.