"شكراً معلمي" في اليوم العالمي للمعلمين



المعلم هو عماد العملية التعليمية، والمؤثر في تنمية قدرات الطلاب المهارية والمعرفية والإبداعية، ولا يتصور أن يكون هناك تعليم جيد بدون وجود معلمين مخلصين ومؤهلين.
المجتمع ينتظر من المعلم أن يهيئ أبنائه للتعامل مع المعلومات وتحليلها وإجادة استخلاص النتائج ومعالجة المشكلات واتخاذ قرارات مدروسة كنتاج للعملية التعليمية.
كل هذه الآمال لن تتأتى دون توفير التدريب الملائم، والتنمية المهنية المستمرة، وحماية حقوق المعلمين، من اجل ذلك يحتفل العالم في الخامس من اكتوبر سنوياً باليوم العالمي للمعلمين كإحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1966، والمتعلقة بأوضاع المعلمين.

لماذا ينبغي أن نقدر المعلمين؟

لقد أصبح تقدير المعلم وتحسين أحواله مطلب عالمي، ذلك لأن التعليم الجيد يمنح الأمل والوعد بمستوى معيشة أفضل، في الوقت الذي تفقد مهنة التعليم مكانتها في أنحاء عدة من العالم.
الحاجة لرفع مكانة مهنة التعليم ليس لأجل المعلمين والتلاميذ فحسب، ولكن لأجل المجتمع ككل لما يمثله الدور الذي يضطلع به المعلمون في بناء المستقبل.
يحتفل العالم أجمع باليوم العالمي للمعلّمين سنويّاً بمشاركة عدد من الحكومات والمنظّمات غير الحكوميّة والقطاعات الخاصة والمدارس والمعلّمين والخبراء في مجال التعليم.

تقدير الإسلام للمعلمين

لقد سبقت الديانة الإسلامية في الاهتمام بالمعلمين وكفالة الاحترام والتقدير المناسب لقدرهم، ومما جاء في تبجيلهم الحديث النبوي الصحيح: " إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ".
وقد شاع في مجتمع المسلمين القول الشهير: " من علَّمني حرفا صرت له عبداً"، وهذه غاية في التكريم للعلماء والمعلمين، لم ترقَ إليها أمَّةٌ من الأمم.
ولم يشع بيت من الشعر في عصرنا كما شاع بيت شوقي في مطلع قصيدته الشهيرة في تكريم المعلم:
قـم للمعلم وفِّـــــــــــه التبجيـــلا                كاد المعلم أن يكون رسـولا
أرأيت أعظـــم أو أجلَّ من الذي                يبني وينشئ أنفسـا وعقـولا

التمكين الواجب للمعلمين

على المجتمع تمكين المعلم ليتمكن من تحقيق الدور المنوط به في التقدم والنهضة، ويقوم بدوره في تمكين الأجيال من زمام القيادة والبناء والتنمية المستدامة، وعلى سبيل المثال:

-         توفير البرامج المساعدة على إعداد المعلم وتنمية مهاراته الشخصية والمهنية والعلمية.
-         توثيق علاقة المعلم بتكنولوجيا التعليم الحديثة.
-         تحقيق التوازن والكفاية بين عطائه وجهده والتكاليف المناطة به وبين الحوافز المادية والمعنوية اللائقة بمكانته.
-         كفالة الاحترام والتقدير بل الإجلال والتكريم للمعلمين ودورهم في المجتمع.
-         فتح المجال أمام المعلمين لتقديم ابتكاراتهم وإبداعاتهم.
ومن الأمور التي تثلج الصدر حرص الأوفياء من الشباب والفتيات على تقديم الشكر لمعلميهم ومعلماتهم في اليوم العالمي للمعلمين وينشرون مقالات وتغريدات تحت وسم معين على منصات التواصل الاجتماعي تعبر عن هذا التقدير مثل( #شكرا_معلمي  -  #معلم_غير_حياتي ).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشبيك والشبكات انطلاقة جديدة للمجتمع المدني

التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!

رحلة البحث عن الحقيقة.. من جاري ميلر إلى عبدالأحد عمر