عالمان بريطانيان يدعوان لاستفادة التعليم من علم الوراثة والجينات



كتاب الجينات والتعليم تأليف كاثرين أسبري وروبرت بلومين يدعو إلى استغلال الدروس المستقاة من أبحاث الجينات كأحد السُبل لمساعدة كل طفل على تحقيق إمكاناته الأكاديمية، خاصة بعد الحصول على نتائج تمكن من دراية كبيرة بالطرق التي تؤثر بها الجينات على التعلم، وبالكيفية التي يتفاعل بها (DNA) الأطفال مع الخبرات التي يكتسبونها بالمنزل والمدرسة.
 لقد حان الوقت كي يجلس التربويون وواضعوا السياسات مع علماء الجينات لتطبيق هذه الاكتشافات على العملية التعليمية، فيصب ذلك في اتجاه تحسين المدارس وإنجاح الأطفال، وعلى المدى البعيد في إعداد مواطنين أكثر إنجازاً وفاعلية، وهذا ما يناط بالمدارس والتعليم.

أفكار رئيسية عن علاقة علم الوراثة بالتعلم

1-    التحصيل الدراسي والقدرة المعرفية يتفاوتان، ويرجع ذلك جزئيٍّا لأسباب جينية.
يجب أن يُشكل القبول ُّ بتنوع التحصيل الدراسي والقدرة المعرفية— الراجع جزئيٍّا لأسباب جينية — الأساس ٌ الذي سيقوم عليه نظام مدرسي ُ أفضل َّ . وإن وظيفة المدارس — بمجرد أن يتم ً تدريب الأطفال كافة حتى مستوى مقبول — هي احتضان هذا التنوع؛ فلا جدوى من محاولة إجبار الأطفال كافة على تحقيق الدرجة نفسها في كل شيء.
2-    ما يُعتبر غير طبيعي هو طبيعي
السلوك البشري يتأثَّر بالكثير من الجينات والكثير من الخبرات، لكل منها تأثير بسيط (فرضية مواقع الصفات الكمية)؛ وهي تجتمع بالعديد والعديد من الطرق لتؤثِّر على هويتنا وما نفعله.
لن نتمكن ً أبدا من التحكم في الذكاء أو الفشل باستبدال جينات بعينها هنا أو هناك؛ لأن التأثير سيكون باختلاف الأشخاص، بحسب مجمل ِ تاريخهم من الخبرات وطبيعة مختلفً ما يحملونه من أليلات.
3-    الثبات جيني أما التغير بيئي
تشير دراسات علم الوراثة السلوكي حتى الآن إلى أن الجينات التي تؤثِّر على التحصيل الدراسي أو القدرة في مرحلة ٍ عمرية ً ما، السابعة مثلا، ستستمر في التأثير على التحصيل الدراسي في مادة أو القدرة في جميع المراحل العمرية اللاحقة ، لكن تعمل البيئات عملها وتأثيرها أيضا على استمرار معدل التحصيل الدراسي والقدرة المعرفية.
4-    الجينات عامة والبيئات متخصصة
يشير علم الوراثة السلوكي على أن جينات بعينها قد تشترك في مجموعة كبيرة من القدرات المعرفية وصور التحصيل الدراسي.
إن الدور ِّ المتخصص للبيئات بالغ الأهمية للمدارس والمدرسين؛ فبينما بعض الخبرات يمكنها استخراج الإمكانات وتحسينها (أو إفسادها) في مادة دراسية معينة (كالعلوم)؛ لا يوجد سبب يدفعنا لاعتقاد أن الخبرات نفسها ينبغي أن يكون لها التأثيرُ نفسه على مادة (الرياضيات).
5-    البيئات تتأثر بالجينات
أحد سبُل البحث المطروحة هو علاقات الاقتران الإيجابية بين النمط الجيني والبيئة؛ حيث ينتقي الأفراد بيئاتهم الخاصة على أساس الصفات المتأثرة جينيٍّا، التي يمكن أن تتسبَّب في العلاقة بين البيئة والنتيجة، مثل الشخصية أو الحالة المزاجية، أو معدل الذكاء، أو الدافعية، أو الثقة بالنفس. تلك هي الأسباب الأكثر ترجيحا وراء قابلية البيئات للتوريث (طبيعة التنشئة)، وإدراك تلك العمليات سيؤدي إلى تحسن عظيم في عملية التخصيص بالمدارس.
6-    البيئات الأهم هي البيئات التي تختلف بين كل فرد وآخر
أهم البيئات، لا سيما بعد سِني الطفولة المبكرة وتعلم المشي هي البيئات الخاصة بكل فرد على نحو موضوعي، أو البيئات التي ربما يتشاركها الأشقاءُ الناشئون بالإسرة ذاتها لكنها تؤثر على كل منهم بشكل مختلف.
7-    تكافؤ الفرص يقتضي تنوع الفرص
إن كانت التنشئة واحدةً ُ للجميع، فلن يكون بمقدورها إحداث الفروق بين الناس؛ بل الطبيعةُ وحدها هي القادرة على ذلك. وعبر إدخال المزيد من الخيارات في مجال التعليم، يكون بمقدورنا خلْق ُ مدارس يمكن فيها احتضان ٍ مزيد من الطبائع المختلفة احتضانًا كاملا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشبيك والشبكات انطلاقة جديدة للمجتمع المدني

التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!

رحلة البحث عن الحقيقة.. من جاري ميلر إلى عبدالأحد عمر