شباب ريادة الأعمال لا ينتظر فرصة العمل بل يصنعها


"ما رأيكم يا شباب نخوض تجربة معا ننجز فيها انجاز نوعي جديد لمدارس الرياض.. معا سنكون الأول على الرياض.. الأول على المملكة ونذهب للتحدي في انجاز العرب في القاهرة "، كانت هذه كلمات الانطلاق لتحفيز 20 طالباً بالصف الثاني الثانوي (فصل الموهوبين) ليخوضوا تجربة تكوين شركة طلابية.
الشركة الطلابية كانت محاكاة لشركة حقيقية ذات أسهم ورأسمال ومجلس إدارة وهيكل إداري يضم إدارات الموارد البشرية – العلاقات العامة – التسويق – المبيعات وتطوير المنتج – المالية، ضمن برنامج الـ1000 شركة احد برامج مؤسسة انجاز السعودية من أجل تدريب الشباب على آليات سوق العمل.
تدرب الشباب على آليات اتخاذ القرار عن طريق الشورى واحترام وتبادل وجهات النظر والتصويت الحاسم في النهاية، وكيف يقومون باختيار منتجهم (سلعة – خدمة)، وإجراء دراسة جدوى، والقيام بعمليات التسويق الميداني والالكتروني عبر منصات التواصل الاجتماعي.
اتفق الشباب على اسم "فن زون" ليكون اسما لشركتهم ووقع اختيارهم على تقديم خدمات الألعاب الترفيهية وبالفعل نجحوا في تنظيم مهرجانين وشاركوا بمجموعة من الألعاب الحركية والالكترونية.. وزعوا أنفسهم ما بين الاستقبال وبيع التذاكر وإدارة الألعاب وتنظيم الجمهور.
نجحت شركة "فن زون" في تحقيق أرباح بهرت زملائهم 16 ألف ريال في المهرجان الأول، 36 ألف ريال في المهرجان الثاني، مع عدم إغفالهم لجانب المسؤولية المجتمعية فاستضافوا طلابا من أبناء جمعية إنسان لممارسة الألعاب مجاناً مشاركة في تقديم الدعم لليتامى.
هذه الإنجازات توجت شركة "فن زون" بالمركز الأول كأفضل شركة طلابية (فئة المدارس) على مستوى المملكة العربية السعودية في مسابقة فكرة بمدينة جدة لعام 2017 ورشحتهم لتمثيل المملكة في ملتقى انجاز العرب بالقاهرة في نوفمبر 2017، كما فاز الطالب عبدالرحمن الموسى الرئيس التنفيذي للشركة بجائزة أفضل رئيس تنفيذي على مستوى الشركات الطلابية واختير فيما بعد من وزارة التعليم كأفضل ريادي طلابي في المؤتمر التدشيني لبرنامج ريادي.
وبعد منافسة شرسة مع ممثلي 14 دولة عربية عاد مجلس إدارة شركة "فن زون" الطلابية بجائزة خاصة مقدمة من مجموعة MBC  كأفضل شركة إقناعية تسويقية على مستوى العرب.

إنجازات تنموية خفية

شرفت بالإشراف على هذه المجموعة الرائعة وتدريبهم على تكوين الشركة وآليات دخول سوق العمل بالتعاون مع مدربين رائعين من مؤسسة انجاز السعودية والتي أثمرت بالإضافة إلى الإنجازات النوعية سالفة الذكر إنجازات شخصية على مستوى كل طالب مشارك في هذه التجربة خاصة الطلاب الست أعضاء مجلس الإدارة: فبعضهم قرر التخصص في التسويق لاكتشافه براعته في هذا الميدان، ومنهم من أصبح مدرباً بدوره لطلاب أخرين في إحدى جامعات الرياض على تكوين الشركات وإنشائها.
الأهم من ذلك أن هؤلاء الشباب لن يقفوا في طابور "منتظري الوظائف" ولن يجلسوا في المقاهي والكافيهات ينتظرون فرصة العمل فقد أصبحوا قادرين على صناعة وظائفهم بأنفسهم.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشبيك والشبكات انطلاقة جديدة للمجتمع المدني

التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!

رحلة البحث عن الحقيقة.. من جاري ميلر إلى عبدالأحد عمر