اليوم العالمي لكبار السن.. "ليس منا من لم يوقر كبيرنا"


تنطلق اليوم (الأول من أكتوبر) احتفالية الأمم المتحدة باليوم العالمي للمسنين أو كبار السن، وذلك منذ عام 1991.
لقد تربينا في بلادنا على احترام الكبير وذي الشيبة انطلاقاً من تعاليم ديننا السمحة مثل الحديث النبوي الشريف في عدة روايات: "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه"، وكان يقتصر تفكيرنا على كبار العائلة من أجداد وأباء وأعمام وأخوال وقد ينسحب على معلمينا خاصة كبار السن منهم.
لم نتخيل أن عدد الذين بلغوا سن الستين في العالم بلغ 700 مليون نسمة ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 1.4 مليار نسمة عام 2030، ويبلغ قرابة 2 مليار نسمة عام 2050.
إن هذا التعداد دفع البلدان وعلى رأسها الأمم المتحدة للتفكير في الحقوق والرعاية الواجب توفيرها لكبار السن، وكيفية ضمان استمرارية أدائهم لأدوارهم في المجتمع، مع توفير الاهتمام المعزز لاحتياجاتهم وتحدياتهم العمرية أو ما يعرف بمفهوم "الاستدامة والشمولية العمرية".

أهداف اليوم العالمي لكبار السن

وتتلخص أهداف الأمم المتحدة في إقامة هذه الاحتفالية بكبار السن في الآتي:
-         التوعية بأهمية الرعاية الوقائية والعلاجية لكبار السن.
-         تعزيز الخدمات الصحية والوقاية من الأمراض، وتوفير التكنولوجيا الملائمة والتأهيل.
-         تدريب الموظفين في مجال رعاية كبار السن.
-         توفير المرافق اللازمة لتلبية احتياجات كبار السن (كدور العجزة).
-         حث المنظمات غير الحكومية والأسر؛ لتقديم الدعم للمسنين لاتباع أسلوب صحي جيد.
-         التعاون بين المؤسسات الحكومية والأسر والأفراد لتوفير بيئة جيدة لصحة ورفاهية المسنين.

استمرارية الاهتمام بكبار السن

 منذ عام 1991 والأمم المتحدة تقرع جرس الإنذار وضرورة الاهتمام بهذه الفئة العمرية، ولكن الواقع العملي ينبأ أننا نحتاج إلى بذل مزيد من الجهود لتلبية احتياجات وحقوق كبار السن في مجتمعاتنا مثل:
-         تغيير نظرة المجتمع لكبار السن، ومعاملتهم كمساهمين نشطين في مجتمعاتهم وليس كعبء.
-         إزالة الحواجز التي تحول دون ادماج كبار السن وتفاعلهم مع المجتمع ومشاركتهم في كافة الأنشطة.
-         توفير فرص العمل لمن يرغبون في ذلك.
-         تطوير ثقافة المجتمع التي تعزز التعاون والتفاهم بين الأجيال.
-         تحقيق الضمان الاجتماعي من خلال معاش تقاعدي حتى وإن لم يتقاعد عن وظيفة.
-         ضمان الحصول على الخدمات الصحية والاجتماعية المناسبة وتوصيلها وتوفيرها في منازلهم.
-         توفير البيئة المناسبة لهم مثل المنحدرات في الأرصفة، والأندية النهارية ومساحات من أجل التعرض للشمس وممارسة الرياضات المناسبة والترفيه.
-         توفير الحماية القانونية عند تعرضهم لأي انتهاك أو اعتداء أو انتقاص من حقوقهم.
-         تأمين الدخل الكريم لمن يقوم على خدمة ورعاية كبار السن لضمان عدم التهرب والتسرب من هذه المهنة (يمكن ذلك بالتعاون بين المنظمات الحكومية وغير الحكومية لضمان استمرارية القائمين على خدمة كبار السن).
وفي الختام، إذا كان طموحنا هو "بناء المستقبل الذي نريده"، يجب أن نقدم الاحترام الواجب والرعاية المناسبة لفئة السكان الذين تجاوزوا الستين عامًا، والذين سيبلغون في بعض المجتمعات ثلث عدد السكان.

تعليقات

  1. رغم أن تعليمنا سبقت في احترام كبار السن وتوقيرهم ومنحهم حقوقا امتيازية تقديرا لهم إلا ان تطبيقنا الفعلي متاخر!!

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشبيك والشبكات انطلاقة جديدة للمجتمع المدني

التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!

رحلة البحث عن الحقيقة.. من جاري ميلر إلى عبدالأحد عمر