التطوع .. حيوية المجتمع

لقد جعل الإسلام النفعَ للناس والمجتمع ميزانَ الخيرية؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس أنفعهم للناس))؛ بل جعل من أسباب تواصل الأجر بعد الممات الصدقةَ الجارية، وهي بذل مالي (تطوع مالي)، ووقفه لصالح منفعة أو مصلحة من مصالح المسلمين؛ كتأمين طلب العلم، وعلاج المرضى، وتوفير الحاجات الضرورية كالماء، ومن هنا نرى تباري الموسرين من المسلمين - في شتى العصور - في إنشاء الأسبلة والبارمستانات (المستشفيات)، ودور العلم والمكتبات، ورعاية الطلاب؛ التماسًا لاستمرار الأجر بعد الممات، كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبع يجري للعبد أجرُهنَّ وهو في قبره بعد موته: مَن علَّم علمًا، أو أجرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفر له بعد موته))؛ (حسنه الألباني رحمه الله في "صحيح الجامع" برقم: 3596).

لقد جعل الإسلام المشي في حاجات الناس من أجلِّ الأعمال، فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يُسلِمه، مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرَّج الله عنه بها كربة من كُرَب يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة))؛ رواه البخاري ومسلم.

ومن هنا كان العمل التطوعي بالاشتراك في الجمعيات الخيرية والأهلية، والسعي في مصالح الناس - يعكس حيويةَ المجتمع المسلم، ويكون في ذاته دافعًا للتنمية الشاملة في الأمة على المستوى السياسي والاقتصادي، والاجتماعي والثقافي، فضلاً عن أنه يعكس الشعور بالانتماء، والشعور بالمسؤولية التي تدفع الأفراد إلى المشاركة والمبادرة بإيجابية وطواعية، دون انتظار الأجر إلا من الله العلي القدير.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/3140/#ixzz5Mnx1p5js

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشبيك والشبكات انطلاقة جديدة للمجتمع المدني

التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!

رحلة البحث عن الحقيقة.. من جاري ميلر إلى عبدالأحد عمر