التدخين والإدمان رحلة إلى المجهول


حقيقة عاشها ملايين المدخنين الذين بدأوا التعود على نفث السيجارة إما تقليداً ومحاكاة لأقرانهم في مرحلة المراهقة والشباب أو إثباتاً خادعاً لرجولتهم وتحقيقاً لذواتهم أو وهماً أنهم يخرجون من همومهم وضوائق نفوسهم، حتى أصبحوا عبيداً لعادة تمكنت من أجسامهم واعصابهم ودمائهم فأصبح إدماناُ يقود إلى إدمان وليست مبالغة أن التدخين هو البوابة الذهبية للإدمان على كثير من المخدرات ومذهبات العقل والإحساس.

هذا ملخص الكتاب التوعوي "التدخين والإدمان رحلة إلى المجهول" تأليف كاتب المقال صدر عام 2006م ضمن مشاركته في حملة اتحاد النقابات المهنية لمكافحة التدخين بمدينة الإسكندرية، والتي تراسها الدكتور محمد البنا نقيب الأطباء بالإسكندرية وكان الدينامو الفاعل والمحرك لأنشطة الحملة الدكتور منصور حسن الأمين العام لنقابة أطباء الإسكندرية، وقد كان لها أثراً رائعاً في الحد من الآثار الخطيرة للتدخين وسط الشباب وطلاب الجامعات والمدارس.

مادة توعوية عن التدخين والإدمان

كان المتطوعون من أعضاء الحملة يحتاجون إلى مادة علمية توعوية مناسبة عن موضوع التدخين والإدمان لاستخدامها في محاضراتهم والحلقات النقاشية ومادة للمجلات الحائطية والمطويات التوعوية فكانت المبادرة بإعداد هذا الكتاب في صورة بحث من عدة فصول:

-        أيهما الأخطر المدمن ام المدخن؟

يرصد مصير مأساوي لمدخن ومدمن التقيا على فراش المرض في أحد مستشفيات الصدر وقد تدمرت صحتهما وما عادا يقويان على العمل والقيام بواجباتهما الحياتية.

-        التدخين السلبي والإدمان اللاإرادي

يسجل خطورة التدخين ليس على المدخنين فقط بل على كل من يخالط المدخن لأن الدخان المتطاير من السيجارة (السائد والجانبي) يحتوي على سموم خطيرة مضرة بالكبير والصغير، وأن الدخان المتخلف عن السيجارة يبقي تأثيره في المكان لساعات حتى بعد انصراف المدخن أو إطفاء السيجارة.

-        التأثير الملوث للبيئة والمضعف للصحة

وجد العلماء أن المدخن لا يمتص من النيكوتين (شديد السمية) سوى 28% من دخان السيجارة ويوزع 46% منه في أرجاء الجو ليمتصه المحيطون وتظل النسبة الباقية في عقب السيجارة (الفلتر)، وتبدأ الآثار السامة للنيكوتين بمجرد دخوله إلى الرئتين حيث يستغرق 7 ثوان فقط ليصل إلى المخ وعندئذ يعمل على تنشيط الأدرينالين والهرمونات الأخرى مما يؤدى إلى رفع ضغط الدم وزيادة عدد ضربات القلب بأكثر من 40%.

أما الأطفال الذين يتعرضون لدخان عشر سجائر يكونون عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي بمعدل 400%.

-        المواد السامة التي تدخل في تركيب السجائر

النيكوتين: هو المادة الأساسية في تركيب التبغ، وله تأثير منشط ومهيج، وهو الذي يؤدي إلى الإدمان. وهو مادة شديدة السمية، تدخل في تركيب عدد كبير من المضادات الحشرية.

المواد الألكيلية (Alkaloids) : وهي مجموعة من المواد العالية السمية للأنسجة الحية، توجد في النباتات السامة للدفاع عن الذات (مثل الفطور السامة)، يوجد منها في أوراق التبغ.

المواد المنكهة: التي يضيفها المصنعون لإعطاء نكهات مختلفة لمنتجاتهم.

المواد العطرية التي تعطي رائحة التبغ الأساسية إضافة لما يضعه المصنعون من عطور أخرى.

المواد الناتجة عن الاحتراق: منها غاز أول أكسيد الكربون الشديد السمية، والقطران، وحبيبات الرماد.

-        جريمة في حق الأجيال

إن جريمة المدخنين أو المدمنين على وجه الإجمال لأنواع المخدرات أو الجواهر السامة في حق الآخرين لا تقتصر على التدخين السلبي أو الإدمان اللاإرادي فحسب بل يورث الأثر السيء إلى الأبناء والأحفاد. فكيف لم نتساءل يوما عن أسباب ارتفاع معدلات العقم في الذكور والإناث على السواء! أو أسباب ارتفاع معدلات الإجهاض المبكر للحوامل! أو أسباب انتشار السرطانات! أو أسباب ارتفاع معدلات هياج الأطفال وتوترهم غير الطبيعي ونشاطهم غير المعتاد!! لا شك أن الأسباب والعوامل كثيرة ولكن العلم والواقع يؤكدان أن التدخين والإدمان لهما نصيب الأسد في هذه العوامل.

كما احتوى الكتاب على فصول أخرى حول (التدخين البوابة الذهبية للإدمان – تعريف الإدمان الكيميائي والنفسي – خطة الإقلاع عن التدخين – حكم الشرع في التدخين – التدخين في القانون المصري)

 

الأمراض الناتجة عن التدخين

من الموضوعات الجديرة بالاهتمام التعرض لكم الأمراض التي يسببها التدخين ونوعيتها، وقد صادفت مقالا ً بموقع الألوكة بتاريخ 13-6-2012 يرصد النتائجُ التي توصل إليها ألفارو ألنسو (Alvaro Alonso) الباحثُ بجامعة (مانيسوتا) الأمريكيَّة على النحو التالي:

-        أنَّ التَّدخين في مراحل العمر الوسطى يتسبَّبُ في ارتفاع احتمالاتِ الإصابة بالعَتَهِ والاختلال العقليِّ، كما أكَّدتِ الدراسةُ على أنَّ المدخِّنين ما بين العقد الرابع والسابع أكثرُ عُرضةً للإصابة بمرض (الزهايمر).

-        أن المصابين بالسُّكَّر، وارتفاع ضغط الدمِّ - أكثرُ عرضة كذلك لأمراض الخلل العقليِّ.

-        أنَّ (النِّيكُوتِين) - الذي يُعتبر المادةَ الرئيسة في السجائر - يعمل على بعض المراكز في المخ، ويُؤثِّر على طبيعة الدم؛ مما يُسبِّبُ شَرَهًا في التَّدخين، الذي يعودُ بالسَّلب على الصِّحة العامَّة للإنسان، ويتسبَّب في الإصابة بسرطان اللِّثَة، والحنجرة، والفم، والمرِّيء، والمثانة، والكُلْيَتَيْن، بالإضافة إلى التأثير على الحالة المزاجيَّة والنفسيَّة للمدخنين.

-        أنَّ التدخين يؤدِّي إلى ارتفاع معدَّل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم؛ بسبب تضييقه للأوعية الدَّمويَّة.

-        أن التَّبغ والموادَّ الكيماويَّة، التي تدخلُ في صناعة السجائر وغيرِها - تؤدِّي إلى الجلطات الدَّمويَّة، التي تؤدِّي إلى الإصابة بالسَّكتات الدماغيَّة وتضخُّمِ الأوعية الدمويَّة، وكذلك إلى أمراض الشُّريان التَّاجي، والتَّأثيرِ السلبيِّ على حاستي التذوق والشَّم، وتأخير فترات التئام الجروح، بالإضافة إلى قُرَحِ المعدة.

-        أن التدخينُ يشكل خطرًا على صحَّة المرأة الحامل؛ فقد يتسبَّبُ في الإجهاض، والولادة المبكرة، ونقص وزن المولود، كما أنه قد يؤدِّي لحالات وفاة الطفل المفاجئة.

-        أن الآثارُ السيِّئة للتدخين لا تقتصرُ على المدخِّن نفسِه، ولكنْ تتعدَّى لتصيبَ الآخرين من غير المدخنين، وهو ما يُعرفُ بـ(التدخين السلبيِّ) والذي يتسبَّب في الإصابة بأمراض شُريان القلب التاجي، وسرطان الرِّئَة، وأمراضِ التنفس والعيون.

-        أن التدخين السلبيُّ يتسبَّبُ في إصابة الأطفال بالرَّبْو، وأمراض الجهاز التنفسي العلوي، والتهاب الرئة، وأمراض الأُذُن.

رابط الموضوع:

http://www.alukah.net/translations/0/41777/#ixzz3oR3orWG9

 

توصيات مهمة:

-        مناشدة الآباء والأمهات المدخنين أن يتوقفوا فوراً عن هذا الخطر الضار بهم (صحياً – نفسياً – ماديا)، وخطورته ممتدة لذويهم وابنائهم والأجيال الناشئة.

-        مناشدة المربين والمربيات إعطاء المثل والقدوة من أنفسهم وعدم التدخين تحت أي ظرف في دور العلم وقاعات الدراسة والمحاضرات.

-        مناشدة الأطباء والعاملين في القطاع الصحي من الممرضين والفنيين عدم التدخين في العيادات والمستشفيات وهم أولى الناس بالحفاظ على صحتهم فضلاً عن حياة وصحة المرضى والمراجعين.

-        مناشدة الحكومات بسن تشريعات تمنع التدخين في الأماكن العامة خاصة المغلقة وتخصيص أماكن محددة للمدخنين لا يؤذون فيها غير المدخنين.

-        مناشدة الإعلامين ومنتجي ومخرجي الدراما تجنب إظهار أصحاب البطولة في أعمالهم من المدخنين، وتجنب اللجوء لمشاهد التدخين وتناول المخدرات وكيفيتها التي من شأنها تعليم الشباب المراهق سلوكيات ضارة بهم وبالمجتمع.

-        مناشدة المدارس والجامعات والمعاهد تنظيم معارض مكافحة التدخين والتعريف بأضراره ومخاطره والسلبيات المحتملة على حياته وصحته ومستقبله، ومعالجة حالات التدخين التي تظهر في الوسط الطلابي أولاً بأول بطرق تربوية إرشادية مبدعة.

-        مناشدة الجمعيات والمراكز المتخصصة في مكافحة التدخين وطرق الإقلاع أن تكثف حملاتها وسط الشباب وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال رسالتها، ولا تضع العراقيل المادية في سبيل الوصول لخدماتها المتخصصة.

--------------------------------------

يمكنك الرجوع إلى صفحة التدخين والإدمان رحلة إلى المجهول على الفيسبوك


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشبيك والشبكات انطلاقة جديدة للمجتمع المدني

التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!

رحلة البحث عن الحقيقة.. من جاري ميلر إلى عبدالأحد عمر