الجدة المبدعة مكرمة الغنبري
من الرسائل الإيجابية التي يمكن أن تتلقاها في هذه الحياة أن الإبداع ليس له عمر.. ليس له عمر ليتفجر في نفسك.. ليس له عمر لتكتشفه وتبوح به.. ليس له عمر لتنميته وإصقاله.. ليس له عمر لتنشره وتعلنه في المجتمع والعالم بأسره.
هذه كانت قصة أو رسالة الجدة المبدعة
مكرمة الغنبري من مواليد 1928 م، وتوفيت في 24 أكتوبر 2005 أي انها عاشت 78 عاماً..
المدهش في حياتها إنها حتى بلغت سن 63 عاماً لم تكن معروفة كفنانة رسامة او مبدعة
على الإطلاق!
نشأة الجدة المبدعة
ولدت الرسامة الإيرانية مكرمة الغنبري
في قرية دراكندا بين قائم شهر وبابول في مازدران، وعاشت حياتها بشكل طبيعي لا
يختلف عن معظم بني جلدتها ولم تتلق في حياتها أي نوع من التدريب على رسم اللوحات!
بدأت الرسم في سن 63 عندما صادفت بعض
لوحات الفنانين تركها ابنها في منزلها، بدأت تحاكي هذه اللوحات وتقلدها وتعيد
رسمها بألوان اكثر زهاءاً مستوحاة من الطبيعة الجميلة في قريتها، وفي غضون بضع
سنوات لاحظ الرسامون في إيران وخارجها تميز رسوماتها وإبداعها.
تحول البيت إلى متحف
انطلقت مكرمة الغنبري ترسم وترسم في
كل وقت وفي كل مكان لقد رسمت وصممت لوحات وجداريات فنية في حوائط وحجرات بيتها، بل
في أجزاء واسعة من قريتها، وتميزت لوحاتها بالبساطة وزهاء الألوان المستمدة من
الطبيعة.
أقامت معرضها الأول في طهران عام
1995 ثم شاركت في عشر معارض أخرى، وحصلت على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان رشد
السينمائي، وجائزة أخرى في مهرجان فن الريف الأدبي عام 2001.
منحت مكرمة الشهادة الفخرية في مؤتمر
مؤسسة دراسات المرأة الإيرانية في ستوكهولم- السويد، واختيرت المرأة المثالية لعام
2001، وأطلق عليها المتحف الوطني السويدي لقب "رسامة 2001"
أنتج المخرج الإيراني إبراهيم مختاري
فيلماً وثائقياً عن حياة الجدة المبدعة بعنوان "مكرمة.. ذكرياتها وأحلامها"
رسائل مكرمة الغنبري للعالم
توفيت مكرمة عن عمر يناهز 77 عامًا
ودفنت في باحة منزلها في إيران، لتقول للعالم أنها بدأت مسيرة إبداعها في عمر63
عاماً (العمر الذي يعده الناس عمر التخارج والتقاعد) فقد جعلت هذا العمر بداية
الانطلاق والإبداع والشهرة العالمية!
لا تيأس من الوصول..
ابحث عن تميزك..
نمي قدراتك وملكاتك وهواياتك فهي
سبيلك لإثبات ذاتك..
لا تخجل من تقديم إبداعك وتميزك في
أي مرحلة عمرية..
تعليقات
إرسال تعليق