مبادرات كريم عرفة.. مقاول الخير بتونس

 

مبادرة جديدة ودليل جديد يؤكد على ضرورة أن تفتح الدول المجال أمام المجتمع الأهلي للمشاركة في جهود التنمية المحلية، بل وتدعمها وتهيئ لها سبل الإنجاز وتقديم الحلول المبتكرة.

المقاول الشاب كريم عرفة الذي أصبح يعرف بـ " مقاول الخير" من أبناء ولاية سليانة بالشمال الغربي لدولة تونس الخضراء، دأب على تقديم العديد من مبادرات تدوير وتوظيف الخردة في إنشاء جسور تربط قرى ببعضها ومقاعد عامة في محطات الحافلات ومقاعد دراسية لطلاب المدارس في ولاية سليانة.

البداية عام 2019

بدأت مواقع التواصل الاجتماعي بتونس عام 2019 تتحدث عن مقاول الخير كريم عرفة كنموذج لمن يعمل للوطن دون انتظار لقرارات إدارية أو مواقف سياسية إنما بمجهود ومبادرة ذاتية:

-    في مارس 2019.. نشرت المواقع عن شاب يحول "الخردة" إلى كراسي وطاولات صالحة للاستعمال بمدرسة كريب بولاية سليانة.

-        في مايو 2019.. جرى الحديث عن كريم عرفة صاحب شركة عرفة للأشغال العامة الذي قام بإعادة تهيئة المدرسة الابتدائية الحبيب بورقيبة بجبنيانة والمدرسة الابتدائية عقبة السلوقي بسليانة والعديد من الفضاءات التربوية بقرية الشفاء "خليل تونس".

-        في فبراير 2020.. الإعلان عن تركيز مقاعد ببعض محطات الحافلات ببن عروس خدمة للمواطنين الذين ينتظرون الحافلة بعد يوم شاق من العمل.

-        في سبتمبر 2020.. أعلن كريم عرفة عن البدء في صنع جسر حديدي على الوادي المحاذي لمدرسة كريب بدلاً من جسر الحبال وهو حيوي لمرور طلاب المدرسة عليه في الذهاب والعودة من المدرسة رغم تهالكه!، وقد سجلت بسببه حادثة وفاة "مها القضقاضي" رحمها الله، وقد ناشد الشركة التونسية للسكك الحديدية بتونس أن تمدهم ببواقي الحديد والخردة في مخازنها والذي زال الانتفاع بها من جهتهم كي يستكمل بناء الجسر.

-        في فبراير 2021.. انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور تدشين الجسر المخصص لتلاميذ قرية "بلطة بوعوان" التابعة لولاية جندوبة.


مقاول الخير نموذجاً

قد يبدو خبر تدشين جسر أمراً عادياً إلا أنه يعد استثنائياً ونموذجاً لقيمة المبادرات المجتمعية، فقد تم بناءه بمبادرة ذاتية من مواطن تونسي لم ينتظر القرارات السياسية والإجراءات الوزارية طويلة المدى، واكتفى بجهده الخاص ليرسم الفرحة على وجوه أطفال لطالما حلموا بجسر للعبور إلى مدرستهم بطريقة آمنة.

الصور التي انتشرت في جميع مواقع التواصل الاجتماعي لم تخفي فرحة الأطفال بهذا الإنجاز الكبير في انظارهم فلسنوات طويلة كان التنقل من منازلهم الى المدرسة الابتدائية بمثابة المعاناة الحقيقية ما بين وعورة الطريق المحفوف بالمخاطر إلى العبور الخطر من على الجسر المتدلي، مما اضطر بعض الأهالي لحرمان أبنائهم من استكمال التعليم والدراسة.


لا تلعن الظلام بل أوقد شمعة

"الحمد لله انني وصلت الى هذه النهاية السعيدة تحقيق حلم قرية لطالما انتظرت هذا الإنجاز نعم هناك إرهاق وتضحية في المقابل حبكم ودعواتكم   ودعمكم كانوا أكبر.. سأواصل من أجلكم ومن أجل وطني"، كانت هذه تغريدة كريم عرفة في تدشين جسر قرية بلطة بوعوان.

لقد تعددت مبادرات مقاول الخير من صناعة وتجديد جسور الطرق بالقرى النائية، وتركيز مقاعد للحافلات العامة لراحة الركاب وقت الانتظار إلى تدوير الأثاث المدرسي المتهالك وصناعة طاولات ومقاعد دراسية للطلاب من الخردة المتهالكة، ليسد بذلك فراغ إداري وتنموي في ولاية سليانة.

يتمنى كريم عرفة ان تنتشر هذه المبادرة أنحاء البلاد ويتم محاكاتها في جميع البلدان فيدون قائلاً: " لي دائما شرف المبادرة لأكون قدوة في أمثلة حسنة، واختياري أن أقدم للوطن مهما كان ما أقدمه. أكيد سيغير ولو القليل. أحتاج الدعم المادي لزيارة العديد من المدارس والمستشفيات ومحطات الحافلات. أحتاج ان نرى أشخاص يفعلون ما أفعل".

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشبيك والشبكات انطلاقة جديدة للمجتمع المدني

التجربة السنغافورية.. نظام مدرسي بلا امتحانات أو درجات!

رحلة البحث عن الحقيقة.. من جاري ميلر إلى عبدالأحد عمر